هو من أعظم من اشتهر في القرن التاسع الهجري بالحكمة و الرياضيات و الفلك و النجوم و غيرها . ولد في مدينة كاشان الإيرانية و كان يقيم فيها مدة ، ثم ينتقل إلى مكان آخر .
ثم توجه إلى سمرقند بدعوة من ( اولغ بك ) الذي كان يحكم البلاد آنذاك ، و الذي كما قيل أنه كان محبا للعلماء شغوفا بالعلم ، و هناك في سمرقند وضع أكثر مؤلفاته التي كانت سببا في تعريف الناس به .
و بالرغم ما للكاشي من شهرة كبيرة في الأزياج و المراصد و الرياضيات و غيرها و من مكانة علمية جديرة بالتقديربالتقدير فإنه لم يعرف حقه في كتب التراجم و التاريخ ، بل قد أهمل شأن غيره الكثيرين من المفكرين البارزين في الإسلام .
و هو من الذين لهم فضل كبير في مساعدة (اولغ بك ) في إثارة همته للعناية بالرياضيات و الفلك ، و أحد الثلاثة الذين اشتهروا باهتمامهم بالعلوم الرياضية و الفلكية ، و هم :( غياث الدين الكاشي ) و( قاضي زاده رومي ) و ( علي القوشي ) ، الذين اشتغلوا في مرصد ( سمرقند ) و اشتركوا فيه ، و عاونوا (اولغ بك ) في اجراء الإرصاد و عمل الأزياج ، و كان هذا المرصد إحدى عجائب زمانه فقد زود بالأدوات الكبيرة و الألات الدقيقة .
و اشتهر الكاشي في علم الهيئة ، و قد رصد الكسوفات التي وقعت سنة (809 هـ ) و (810 هـ ) و (811 هـ ) ، و ألف الكثير من المؤلفات بالعربية و الفارسية ، فمن مؤلفاته الفارسية : ( كتاب زيج الخاقاني ) و الذي دقق في جداول النجوم التي وضعها الراصدون في ( مراغه ) تحت إشراف ( نصير الدين الطوسي ) ، و زاد على ذلك من البراهين الرياضية و الأدلة الففلكية مما لم يوجد في الأزياج التي عملت قبله .
و من مؤلفاته بالعربية :
1. ( الأبعاد و الأجرام ) و توجد منه نسخة في الكتب المقوفة على مدرسة ( فاضل خان ) بمشهد خراسان كتبت عام 859 هـ .
2. ( نزهة الحدائق ) و هو يبحث في استعمال الآلة المسماة ( طبق المناطق ) و التي صنعها لمرصد سمرقند و يقال : أنه بواسطة هذه الآلة يمكن الحصول على تقاويم الكواكب و عرضها ، و بعدها مع الخسوف و الكسوف ، و بما يتعلق بهما ، و عثر على نسخة منها في روسيا بكازان .
3. ( رسالة سلم السماء) و هي تبحث فيما يتعلق بأبعاد الأجرام .
4. ( رسالة المحيطية ) و هي تبحث في كيفية تعيين نسبة محيط الدائرة إلى قطرها ، و بقول قدري حافظ طوقان في ( تراث العرب العلمي ) نقل عن سمث : أن الكاشي أوجد تلك النسبة إلى درجة من التقريب لم يسبقه إليها أحد ، و التي وصلت إلى 16 خانة عشرية ، و هي نسبة لم يصل إليها لا علماء الإغريق و اليونان و علماء الصين ، و يعترف سميث بأن المسلمين في عصر الكاشي سبقوا الأوربيين في استعمال النظام العشري ، و أنهم كانوا على معرفة تامة بالكسور العشرية .
5. ( رسالة الجيب و الوتر ) في الهندسة .
6. ( مفتاح الحساب ) و يعتبر من أهم كتب الكاشي و الذيأكمله في 1427 م إذ ضمنه بعض اكتشافات في الحساب ، و يتميز هذا الكتاب بأن مؤلف وضعه ليكون مرجعا في تدريس الحساب للطلاب في سمرقند ، و من اكتشافاته التي ضمنت في هذا الكتاب أنه وجد خوارزمية لحساب الجذور النونية لأي عدد ، و التي اعتبرت حالة خاصة للطرق التي اكتشفت بعد ذلك بقرون عن طريق ( هورنر) و ( روفييني ).